سورة لقمان - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ سخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} وفي تسخيره ذلك وجهان:
أحدهما: تسهيله.
الثاني: الانتفاع به.
{وَأَسْبَغَ عَلَيَكُمْ نِعَمَهُ} قرأ نافع وأبو عمرو وحفص بغير تنوين على الجمع والباقون بالتنوين يعني نعمة واحدة، وفي هذه القراءة وجهان:
أحدهما: أنه عنى الإسلام فجعلها واحدة، قاله إبراهيم.
الثاني: أنه قصد التكثير بلفظ الواحد كقول العرب: كثر الدينار والدرهم، والأرض سيف وفرس، وهذا أبلغ في التكثير من لفظ الجمع، قاله ابن شجرة.

وفي قوله: {ظَاهِرةً وَبَاطِنَةً} خمسة أقاويل:
أحدها: أن الظاهرة الإسلام، والباطنة ما ستره الله من المعاصي قاله مقاتل.
الثاني: أن الظاهرة على اللسان، والباطنة في القلب، قاله مجاهد ووكيع.
الثالث: أن الظاهرة ما أعطاهم من الزي والثياب، والباطنة متاع المنازل، حكاه النقاش.
الخامس: الظاهرة الولد، والباطنة الجماع.
ويحتمل سادساً: أن الظاهرة في نفسه، والباطنة في ذريته من بعده.
ويحتمل سابعاً: أن الظاهرة ما مضى، والباطنة ما يأتي.
ويحتمل ثامناً: أن الظاهرة في الدنيا، والباطنة في الآخرة.
ويحتمل تاسعاً: أن الظاهرة في الأبدان، والباطنة في الأديان.

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ في اللَّهِ بِغَيرِ عَلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كَتَابٍ مُنِيرٍ} فيه قولان:
أحدهما: نزلت في يهودي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخبرني عن ربك من أي شيء هو؟ فجاءت صاعقة فأخذته.
الثاني: أنها نزلت في النضر بن الحارث كان يقول: إن الملائكة بنات الله، قاله أبو مالك.


قوله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلّى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: معناه يخلص لله، قاله السدي.
الثاني: يقصد بوجهه طاعة الله.
الثالث: يسلم نفسه مستسلماً إلى الله وهو محسن يعني في عمله.

{فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} فيها أربعة تأويلات
أحدها: قول لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.
الثاني: القرآن، قاله أنس بن مالك.
الثالث: الإسلام، قاله السدي.
الرابع: الحب في الله والبغض في الله، قاله سالم بن أبي الجعد.
وفي تسميتها بالعروة الوثقى وجهان:
أحدهما: أنه قد استوثق لنفسه فيما تمسك به كما يستوثق من الشيء بإمساك عروته. الثاني: تشبيهاً بالبناء الوثيق لأنه لا ينحل.
{وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبةُ الأُمُورِ} قال مجاهد: وعند الله ثواب ما صنعواْ.


قوله تعالى: {وَلَو أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ} الآية. وفي سبب نزولها قولان:
أحدهما: ما رواه سعيد عن قتادة أن المشركين قالوا إنما هو كلام يعني القرآن يوشك أن ينفد، فأنزل الله هذه الآية يعني أنه لو كان شجر البر أقلاماً ومع البحر سبعة أبحر مداداً لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحور قبل أن تنفد عجائب ربي وحكمته وعلمه.
الثاني: ما رواه ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة قالت له أحبار اليهود يا محمد أرأيت قولك: {وَمَا أُوتِيْتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإٍسراء: 85] إِيانا تريد أم قومك؟ قال: «كُلٌ لَمْ يُؤْتَ مِنَ الُعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً أَنْتُم وَهُمْ» قالوا: فإنك تتلو فيما جاءك من الله أنَّا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّهَا فِي عِلْمِ اللَّهِ قَلِيلٌ» فنزلت هذه الآية
ومعنى: {يَمُدُّهُ} أي يزيد فيه شيئاً بعد شيء فيقال في الزيادة.
مددته وفي المعونة أمددته. {مَا نَفَدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} ونفاد الشيء هو فناء آخره بعد نفاد أوله فلا يقال لما فني جملة: نفد.

وفي {كَلِمَاتُ اللُّهِ} هنا أربعة أوجه:
أحدها: أنها نعم الله على أهل طاعته في الجنة.
الثاني: على أصناف خلقه.
الثالث: جميع ما قضاه في اللوح المحفوظ من أمور خلقه.
الرابع: أنها علم الله.
قوله تعالى: {مَا خَلْقَكُمُ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} يقال إنها نزلت في أُبي بن خلف وأبي الأشدين ومنبه ونبيه ابني الحجاج بن السباق قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إِن الله خلقنا أطواراً نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم تقول إنا نبعث خلقاً جديداً جميعاً في ساعة واحدة فأنزل الله هذه الآية لأن الله لا يصعب عليه ما يصعب على العباد وخلقه لجميع العالم كخلقه لنفس واحدة.
{إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} سميع لما يقولون، بصير بما يفعلون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5